وصلت تداعيات الازمة المالية العالمية اخيراً الى سوق الإعلانات. ففي روسيا خفضت الشركات ميزانيتها المخصصة للدعاية والاعلان في معظم الوسائل الاعلامية، وعلى العكس من ذلك فقد شهد الاعلان عبر شبكة الانترنيت اقبالا ملموسا من قبل الشركات الروسية رغم تبعات الازمة.
وشهدت سوق الإعلانات في روسيا اتجاهات متباينة هذا العام. إذ انخفض بنسب متفاوتة انفاق قطاعات الاعمال على الاعلان في وسائل الاعلام المختلفة، والخاسر الاكبر هي الصحف والمجلات حيث يقدر الخبراء ان المعلنين سيقلصون هذا العام إنفاقهم في هذه الوسائل الإعلانية بنسبة 40%.
الميزانيات المخصصة للاعلان المسموع يتوقع ان تتقلص بدورها بنحو 30%. اما الانفاق على الاعلان في الطرق والشوارع فينتظر أن يهبط باكثر من 20%. في حين ان الإعلان في شبكة الانترنيت يتطور في الاتجاه المعاكس.
يرجع تنامي الاعلان في شبكة الانترنيت إلى تطور البنية التحتية للشبكة العنكبوتية في روسيا وزيادة عدد متصفحيها وتحسن نوعية الخدمات المقدمة لهم عبر الشبكة ، وهو ما يفسر زيادة شركات كبرى مثل "بروكتر أند غامبل" و "كوكا كولا" وشركة الهواتف النقالة "أم تي أس" من ميزانياتها المخصصة للاعلان ضمن الشبكة العنكبوتية . ومع ذلك فإن حصة الاعلان في الانترنيت لا تزيد اليوم في روسيا عن 5% من اجمالي الانفاق الاعلاني العام للشركات.
احوال سوق الاعلان في روسيا، لم تشذ عما يجري في سوق الإعلانات على مستوى العالم ، اذ تقدر وكالة "زينيث اوبت ميديا" الاعلامية المتخصصة أن سوق الإعلانات على مستوى العالم ستهبط العام الجاري بنسبة 8,5%. اما تعافي هذه السوق فيعتقد انه لن يظهر قبل تحسن صحة الاقتصاد العالمي وانحسار رياح الازمة.