طالبان جامعيان يحتجزان طفلا ويتناوبان تعذيبه لمدة 48 ساعة متصلة!

فاروق.. طفل صغير لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره.. فقد والديه منذ عدة سنوات وحرمته الأيام من حنانهما ورعايتهما ولكن رحمة الله لم تتركه وغرست محبته في قلوب جميع أهالي وسكان منطقة زينهم بالسيدة زينب والذين اعتبروه إبنا لهم.. وصارت كل امرأة في زينهم أمه.. وصار كل رجل أبا له وصار كل شاب وفتاة بمثابة أخوة له.. وأصبح كل بيت مفتوحا له في أي وقت.
كان فاروق ذكيا وخفيف الظل بدرجة كبيرة وهو ما جعله يدخل القلوب بسرعة ويحظي بتعاطف الجميع معه ومع ظروفه القاسية.. وفجأة.. يستيقظ سكان المنطقة علي مفاجأة مفزعة.. وجدوا فاروق ملقي في إحدي الحدائق وهو بين الحياة والموت وقد تسلخ جسده بشكل مرعب وكأنه ألقي في إناء مغلي تزيد درجة حرارته عن 200 درجة مئوية..
وأسرع الجميع بنقله إلي المستشفي في محاولة لإنقاذ حياته.. وظل السؤال الذي يجري علي ألسنة الجميع.. من فعل به هذا.. ولماذا كل هذه الوحشية مع طفل مسكين ويتيم مثل فاروق؟! هذا ما بحثنا عن اجابته وحاولنا الوصول إليه في التحقيق علي صفحات 'أخبار الحوادث'.
نشأ 'فاروق' وسط أسرة صغيرة تضم والديه وشقيقته الوحيدة.. وتميز هذا الطفل بالذكاء الواضح رغم صغر سنه وأظهر نبوغا مبكرا جعل الجميع يتنبأ له بمستقبل باهر وأنه سيصير تلميذا متفوقا ولكن..
أنقلبت حياة فاروق رأسا علي عقب وفقد والديه وشقيقته في لحظة واحدة عندما أنهار المنزل الذي يقيمون فيه فوق رؤوسهم..
ونجا 'فاروق' من الموت ولكن لا أحد يدري هل كان هذا من حسن حظه أم من سوء حظه حيث أصبح بلا مأوي وبدون أسرة.. وحيدا.. مشردا..
ولكن رحمة الله الواسعة لم تتركه وأحاطته في كل خطوة خطاها ووضعت محبته في قلوب كل من تعامل معه في منطقة مساكن زينهم القريبة من حي السيدة زينب.. وصار مثار اعجاب وحب الجميع بسبب ذكائه وخفة ظله وأصبح يعتبر كل سيدة في المنطقة أمه ويعتبر كل رجل أبيه.. وكل شباب وفتيات الحي اخوته.. وعاش حياته بينهم.. هذا يعطيه قميصا يلبسه وذاك يمنحه بنطلونا وذاك يعطف عليه في الشتاء ببلوفر ثقيل أو بطانية يغطي بها جسده الصغير من برد الشتاء القارص.
اذا شعر 'فاروق' بالجوع كان يطرق أي باب ويدخل ويجلس ويطلب الطعام واذا أراد نقودا توجه إلي أي فرد من أفراد المنطقة وطلب منه ما يحتاجه.
وسارت الأمور بهذا الطفل المسكين علي هذا النحو إلي أن جاء يوم أنقلبت حياة 'فاروق' رأسا علي عقب وحدث ما لم يتوقعه أحد.


تعذيب بشع


أعتاد شباب المنطقة مداعبة 'فاروق' حتي يرد علي مداعباتهم بخفة ظله المعروفة وفي أحد الأيام كان هناك أحد شباب المنطقة يجلس علي سور احدي الحدائق وأمامه كان يجلس شقيقه علي الموتوسيكل الخاص بهما وتصادف مرور 'فاروق' فظلا يداعبانه لفترة طويلة ثم تركهما وأنصرف وعندما أنتهت جلستهما ظلا يبحثان عن مفاتيح الموتوسيكل ولكنهما لم يعثرا عليها فاتجهت شكوكهما نحو فاروق علي الرغم من أنه لم يعرف عنه مطلقا انه سرق شيئا أو مد يده علي ما لا يملكه وظنا أنه يمازحهما فظلا يبحثان عنه إلي أن عثرا عليه نائما في احدي الحدائق فأيقظاه بقسوة شديدة وسألاه عن المفاتيح.
فأبدي الطفل المسكين دهشته وأنكر علمه بما يسألان عنه.. فلم يصدقاه وجذباه بعنف وأجبراه علي اصطحابهما إلي شقتهما وهناك أحتجزاه لمدة 48 ساعة وتفننا في تعذيبه بكافة الوسائل بداية من تسخين الشوك والملاعق علي النار واطفائها في جسد الطفل المسكين الذي ظل يصرخ ويستغيث دون أن يغيثه أحد وفي النهاية قاما بتسخين كمية من المياه في سخان حتي وصلت إلي درجة الغليان ثم جردا 'فاروق' من ملابسه وألقوا عليه الماء المغلي الذي سلخ جلده في قسوة شديدة لايمتلكها بشر وأرتفعت صرخات الطفل البائس أكثر وأكثر وهي تشكو ربه من هذا الاجرام الذي لاتجرؤ عليه الشياطين ذاتها وحملوه بعد ذلك وألقوا به في احدي الحدائق بين الحياة والموت وهو في هذه الحالة المزرية.


محاولة انقاذ


استيقظ سكان حدائق زينهم في أحد أيام الاسبوع الماضي وخرج كل منهم من منزله بحثا عن رزق جديد في يوم جديد..
كان هذا هو ما يحدث كل صباح.. ولكن هذا الصباح لم يكن مثل كل صباح.. فوجئوا بأبشع مشهد يمكن أن تقع عليه عيونهم.. الطفل 'فاروق' ملقي في احدي الحدائق مجردا من ملابسه وجسده متسلخ بشكل بشع وكأنه خرج لتوه من اناء مغلي.. وعلي الفور بادروا بنقله إلي مستشفي القصر العيني حيث تم وضعه في عنبر الحروق وبذل الأطباء جهدا كبيرا لانقاذ حياته ونظرا لأن أهالي المنطقة يعتبرون أنفسهم أسرة 'فاروق' التي حرمه منها القدر قاموا بابلاغ قسم شرطة السيدة زينب بما حدث.. وأنتقل رئيس المباحث إلي المستشفي وظل في انتظار إفاقة 'فاروق' من الغيبوبة التي ذهب فيها وبمجرد تمكن الطفل من الحديث أخطره بأسماء الشابين اللذين فعلا به هذا.. وللأسف هما طالبان جامعيان.. وأسرع رئيس المباحث ورجاله يبحثان عنهما في كل مكان وتمكنا من القبض علي أحدهما بينما مازال البحث جاريا عن الآخر.


مساومة مرفوضة

المؤسف أن والد الطالبين اللذين ارتكبا هذه الجريمة البشعة بدلا من أن يبدي أي تعاطف مع الطفل الذي تعرض لهذه المجزرة الدامية علي يد إبنيه توجه إلي المستشفي وعرض علي 'فاروق' مبلغ 2000 جنيه للتنازل عن البلاغ وتغيير أقواله في النيابة والتأكيد أنه هو الذي فعل ذلك بنفسه عندما كان يستحم وفتح المياه الساخنة بدلا من المياه الباردة وتركت هذه المساومة انطباعا سيئا لدي جميع أهالي المنطقة الذين أصبحوا أكثر اصرارا علي أن يدفع مرتكبا هذه الجريمة البشعة الثمن وينالا العقاب الرادع علي ما فعلاه.

*********

ونحن بدورنا نضم صوتنا إلي صوت أهالي المنطقة ونطالب بأن يدفع هذان الطالبان ثمن جريمتهما ونتساءل ألا زالا بعد كل ما فعلاه يمارسان حياتهما الطبيعية يأكلان وينامان ويغسلان اسنانهما بفرشاة الاسنان أمازالا يغسلان وجوههما بالماء كل صباح.. أما زالا بشرا؟!

مشكووور على الموضوع