انحرفت حينما فوجئت بزوجي العجوز يحرمني من ميراثه! تعودت علي الحياة المرفهه ومن هنا بدأ سقوطي! زوجي الثاني ابلغ عني فور علمه بحقيقتي!
لاانكر انني تاجرة مخدرات.. لكن صدقوني.. لم تكن تجارة السموم تخطر ببالي قبل ان زواجي الاول.. انا مثل كل امرأة تبحث عن حياة عائلية هانئة.. لكن جاءت الرياح بمالاتشتهي السفن.. ورغم زواجي من عجوز ثري فوجئت به بعد وفاته وقد حرمني من الميراث.. وكان مستحيلا الرجوع الي عالم الفقر.. من هذه النقطة بدأت حياتي تتغير مائة وثمانية درجة! هكذا بدأت منال حوارها معنا وهي تقضي عقوبة الحبس الاحتياطي قبل احالتها الي محكمة الجنايات.. لم تجرب بعد حياة السجن الذي تدخله لاول مرة.
عمرها 25 سنة.. تزوجت مرتين.. تركناها تحكي في حوارها معنا قصتها مع الزواج الفاشل وتجارة المخدرات.
زوجي الاول!
حاولت ان تخفي وجهها بين يديها.. وحاولت ان تبكي ولكن ماذا يفيد الان؟!.. قالت لنا: 'لن أقول انني ضحية للظروف.. فقد اخذت هذا الطريق بارادتي وبهذا كانت النتيجة.. متهمة خلف القضبان ولكن سأحكي لكم من البداية قصة زواجي الاول!
تجمعت الدموع في العيون لتحفر أنهارا تجري علي الوجوه لتغيير معالم الوجه وتبدله الي النقيض تماما.. هكذا كان حال 'منال' التي نشأت في أسرة تربطها بالفقر حبل غليظ لايستطيعون الفكاك منه ابدا.. وبالرغم من انها كانت وحيدة والديها الا ان حياتهم كانت ممتلئة دائما بالمشاكل.. التي أجبرت الاب ان يزوج ابنته الوحيدة قبل بلوغها سن ال ..16 ألقي بها في أحضان رجل في عمر جدها لكنه كان ثريا يستطيع ان يتكفل بها وبوالديها.. وافقت 'منال' وتزوجت من هذا الرجل الذي ظل يعاملها معاملة سيئة.. تمنت وفاته في كل لحظة مرت عليها وهي معه تحت سقف بيت واحد.. وتحققت أمنيتها بعد مرور سبع سنوات من زواجها توفي الرجل المسن الذي تزوجته من اجل امواله!
الصدمة!
واجهت منال صدمة شديدة.. فزوجها لم يرغب في ان تنال قرشا واحدا من ثروته بعد وفاته اعد اوراقا رسمي يتنازل فيها عن ثروته بأكلمها لابنه الوحيد المقيم بكندا.. لم تصدق منال نفسها.. تحطمت جميع أمالها التي كانت قد خططت لها بعد وفاة هذا الزوج الذي كان يسبب لها كابوسا مفزعا.. حاولت بشتي الطرق ان تحصل ولو علي جزء من الثروة خاصة انها اصبحت وحيدة بعد وفاة والديها.. لكني محاولاتها بائت بالفشل خاصة بعد عودة ابن زوجها من كندا ومطالبتها بحقه من ميراث ابيه الذي تركه بأكمله له.. تحولت حياة 'منال' الي لون واحد.. لم تر امامها سوي السواد حيث كان اللون المناسب لظروفها الصعبة التي لم تجد لها حلا سوي ان تجد عملا تستطيع الانفاق منه علي نفسها.. تعرفت في هذه الفترة علي 'فجله' والتي كانت تتاجر في المخدرات.. حكت منال لها قصتها وطلبت منها معاونتها علي تخطي هذه الازمة.. وافقت 'فجله علي مشاركتها لها في توزيع المخدرات خاصة وانها وجدت ان عيون المباحث بدأت تحيط بها وتتعقبها في ترويج سلعتها المحرمة مرت عدة شهور علي 'منال' حتي اصبحت خبيرة في عملها الذي تتقاضي منه الكثير مما جعلها تنفق علي نفسها وتنعم بالثروة الصغيرة التي كونتها من هذا العمل الاسود!
تحت الارض
كانت تتبع اسلوبا حريصا في تخزين المخدرات في منزلها فهي تسكن بالطابق الارضي.. حفرت حفرة في ارضية المطبخ وغطتها ببعض البلاط واصبح هذا مخزنها الامن الذي لايشك فيه احد استمرت منال وصديقتها علي هذا الحال لمدة عامين وبضعة شهور حتي تم القبض علي فجلة في احدي المرات اثناء توزيعها لمخدر 'البانجو'.. دخلت السجن واصبحت 'منال' وحيدة للمرة الثانية.. قررت ان تتوقف قليلا عن نشاطها حتي لايكون مصيرها مثل صديقتها الوحيدة.. قابلت 'ناصر' رجل يبلغ من العمر 35 عاما.. اعجبها واعجبتها وبعد فترة قليلة من التعارف والتقارب بينهما عرض عليها الزواج.. لكن ناصر كان رجلا بسيطا ولايملك شقة.. عرضت عليه منال ان يعيشا بشقتها لكي لاتبتعد عن مخزنها الذي تحتفظ فيه بالمخدرات.. وتم الزواج وشعرت ان الدنيا ستبتسم لها مرة اخري بعد ان تحولت حياتها باكملها للتعاسة والحزن مر حوالي خمسة شهور علي زواجها من 'ناصر'.. عاشت فيها اجمل ايام حياتها لكي 'اتت الرياح بمالاتشتهي منال' بدأت المشاكل المادية في الظهور خاصة لان الراتب الذي يتقاضه 'ناصر' لم يكن يكفي نفقات المنزل.. فكرت ان تعرض علي زوجها ان تساعده لكنها كانت تعلم انه سيرفض بشدة وان ذلك سيجرح كرامته فقررت ان تحتمل الحياة.. ورزقها الله بابنتين وازدادت المصاريف ونفقات الحياة.. لم تجد منال حلا امامها سوي ان تعود الي تجارتها القديمة خاصة ان لديها بعض البضاعة في المخزن السري تستطيع ان تبيعها وتقوم بمساعدة زوجها في تحمل النفقات لكن حرصت علي الايعلم شيئا ولذلك اعدت خطة لكي تستطيع ان تمارس عملها دون ان يعلم زوجها شيئا وذلك عندما يعود كل يوم من عمله ليستريح ساعتين ثم يعود الي العمل مرة اخري.. قررت ان تستغل وقت راحة زوجها وتقوم بالخروج وتوزيع المخدرات الخاصة بها.. تكررت هذه العادة واصبحت تقوم بها كل يوم حتي استقرت حياة 'منال'.. وبدأ 'ناصر' يرتاب في امر زوجته والنقود الكثيرة التي كلما سألها عن مصدرها تقول له ان احد اقاربها يساعدها ببعض الاموال كل شهر لكن ناصر لم يصدق قصة 'قريب زوجته' هذه وقرر ان يراقب تحركاتها حتي يعلم مصدر هذه الاموال الكثيرة خاصة انه شعر ان مصدر هذه النقود غير شرعي بالمرة.. بالفعل عاد ناصر من عمله ذات يوم ومثل كل ليلة تناول طعامه وذهب الي غرفة نومه ليستريح قليلا، لكنه في هذا اليوم لم ينم بل اوهمها انه نائم حتي اطمأنت زوجته ثم فوجئ 'ناصر' ان زوجته خرجت بعد مرور نصف ساعة من دخوله غرفة النوم وبحوزتها حقيبة صغيرة من الجلد لم يراها من قبل وكانت المفاجأة.!
الكابوس!
قام ناصر بمراقبة زوجته وتتبعها الا انه رأها تعطي الحقيبة لاحد الاشخاص وتأخذ منه نقودا كثيرة.. لم يصدق نفسه في البداية وشعر انه في كابوس مفزع ولكن للأسف كان كل مايراه حقيقة ولم يكن حلما او كابوسا كما كان يعتقد.. انتظر 'ناصر' قليلا وتأكد من ان زوجته لم تره وقرر ان يتأكد من ماهيه محتويات الحقيبة التي تحملها خاصة انه راقبها عدة ايام بعد ذلك ولاحظ انها تقوم بنفس العملية كل يوم.
واخيرا اكتشف الزوج المخدوع حقيقة زوجته التي كان يظنها ملاكا بريئا لايخطئ ابدا.. توجه علي الفور الي قسم الشرطة ليبلغ عن ام بناته.. اتخذ هذا القرار بصعوبة شديدة لان ضميره لم يسمح له بالسكوت عن هذه الجريمة التي تحدث تحت سمعه وبصرة كل يوم دون ان يدري.. قام رجال المباحث بعمل عدة كمائن ثابتة ومتحركة لضبط 'منال' وبالفعل تم القبض عليها وبحوزتها نصف كيلو من مخدر 'البانجو'.. تم التحفظ علي المخدرات وقررت النيابة حبس 'منال' اربعة ايام علي ذمة القضية.
النهاية!
بعد القبض علي 'منال' وداخل قسم شرطة الهرم تحدثنا معها ورغبت في توجيه كلمه لكل الامهات
انا ندمانه جدا علي مافعلت وحاسه اني 'رفست' النعمة بقدمي بعدما ابتسمت لي الدنيا ورزقت بابنتي 'منار وسها' وبدأت اعيش حياة عادية مثل اي زوجة محترمة.. لكن لم احسن هذه النعمة ولم افكر في مستقبل ابنتي عندما عدت مرة ثانية لطريق الشيطان وارجوا ان يسامحني زوجي وابنتي علي مافعلت.