قبل ان يفترق بك الطريق

[

لكل طريق نهايه ..ولكل حي لحظة وداع..ولكل زهره يد ستمتد يوم لقطفها..
ولكن من كمال هذا الدين ورحمته ان شرع لنا الحكيم العليم أبواب من الاعمال الصالحه التي
لا تنقطع بانقطاع ارزاقنا عن هذه الحياه
كما قال النبي في الحديث إذا مات ابن ادم إنقطع عمله إلا من ثلاث وذكر منها
<علم ينتفع منه>
فالعلم عالم لا أبوب له وبحر لم يصل غواصوه إلى قيعانه..
إنه السمو للروح والعلو في الفكر والرفعة في المكانه
<يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أتوا العلم درجات>
فنحن اليوم نتذكر علم مالك ابن انس وقد رحل عن دنيانا منذ مايزيد عن 1200عام..
ونخشع إذا قرأنا أحاديث البخاري ومسلم..
وتدمع أعيننا ونحن نسمع أصوات المنشاوي وعبد الباسط وغيرهم الكثير الكثير ..


ونطرب لقيم ابن القيم ..
فهؤلاء وغيرهم اعطوا للعلم أعمارهم وأموالهم وأفنوا في سبيله حياتهم لم تثنهم كلمة مثبط.. ولا جور حاكم .. ولا قلة الحاجة والعوز..
واستمع لكلام الشافعي وهو يتحدث عن تلذذه بالعلم ...


قيل له :كيف شهوتك للعلم؟؟؟
قال: اسمع بالحرف مما لم اسمعه فتود أعضائي أن لها أسماعاً تنعم لها مثل ماتنعمت الأذنان ..
قيل: وكيف حرصك له ؟؟
قال : طلب المرأة المضلة ولدها وليس لها غيره!!



إنهم لم يحرصوا على طلب العلم فحسب .. بل إن الامر وصل عندهم مبلغ الجهاد في سبيل الله ..
فلم يكفهم الحصول عليه ,, ولم يرضهم تبلغيه لمن حولهم بل وصلوا من علو هممهم إننا اليوم وفي عام 1430هـ مازلنا ننهل من علمهم ومعارفهم ونحتكم لأمرهم وهذا لا يدل الا على صدق نوايا وصدق الاخلاص مع ربهم فكان لهم ماتمنوا وفوق ذلك ويزيد ..
لأنهم علموا ان العلم شرف لا ينال الا بثني الركب وتغبير الأقدام ..
وهو نور لا يعطى لعاشقِ الراحة والنوم والدعة والسكون ,,
وهو أمل لا يمنح للمتشائم والمسوف والمعطل لنعمة العقل والتفكر ,,
وهو كذلك الوجه الآخر للعمل ..




إن صناعة البصمة تحتاج الى جهد كبير لا يطيقه الا عالمون العاملون المخلصون .. وتستمر باستمرار حياه المرء وبعد وفاته ,,


فيامن تسير على هذا الطريق اعلم أن الأمر في بدايته وانك مازلت في أولى الخطوات ..
فلا تتثاقل ولا تلهينك كثرة الواحات الخضراء على جنبات الطريق..
ولا تخيفنك وعورة المنحدرات ..
ولا يكن ماذا افعل في حياتي ؟؟!!
بل اجعل سؤالك الدائم
ماذا أقدم لأمتي بعد مماتي ؟!!
وتذكر::
أن اصحاب البصمات الراسخه لا يتمنون الموت في سبيل الله..
بل يطلبون الحياة في سبيل الله ثم الموت في سبيل الله!!
سخرنا الله واياك لخدمة دينه وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه..

وجزاكم الله عنا خير الجزاء

[/color]..

thanks you